آخر الأحداث والمستجدات 

بعد اللحوم الفاسدة ، الخضر المسقية بالواد الحار تهدد صحة المكناسيين

بعد اللحوم الفاسدة ، الخضر المسقية بالواد الحار تهدد صحة المكناسيين

أفاد مصدر مطلع أن 730 فلاحا بنواحي مكناس، يسقون ضيعتهم الفلاحية بالمياه العادمة، ويبيعون منتجاتهم بمختلف الأسواق العشوائية بمكناس خاصة  بالأحياء الشعبية (سيدي بابا، برج مولاي عمر، سباتا، الزيتون، البساتين...) ، الشيء الذي يستدعي تحرك الجهات المسؤولة لحماية صحة المواطنين من أمراض خطيرة غالبا ما تكون مميتة.

ونظرا لخلو القانون المغربي من أي نص يعاقب بموجبه مقترف هذه الأفعال، تكتفي الجهات الموكول إليها المراقبة في هذا الشأن، القيام ببعض الخرجات المحتشمة، دون أي متابعة قضائية ضد الفاعلين والمتهافتين وراء الربح السريع على حساب صحة وسلامة مواطنين أبرياء.
وقام يوسف لقلالش المدير العام للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمكناس، برفع دعوى قضائية ضد 20 فلاحا موجودين على طول وادي أبو يسحاق بضواحي المدينة، على اثر ما تعرضت له تجهيزات قنوات واد الحار من إتلاف وضياع من طرف بعض الفلاحين المتهورين بهدف تسهيل جلب المياه العادمة بواسطة مضخات ونقلها عبر أنابيب مطاطية  نحو ضيعتهم. وأكد مدير الوكالة في تصريحه للجريدة «اقبلنا على هذه الخطوة القضائية، أولا لحماية تجهيزات قنوات الواد الحار بالمنطقة، ثانيا لحماية صحة المواطنين والحيوانات النباتية من الأمراض الناجمة عن استهلاكهم منتوجات فلاحية تسقى بالمياه الملوثة بمختلف أنواع السموم».
وكشفت مصادر من القطاع الفلاحي، أن الأمر لا يتوقف على سقي الخضروات وباقي المنتجات الفلاحية بالمياه العادمة فحسب، بل يتعداه يضيف المصدر ذاته،  إلى رش الأرض بأسمدة ممنوعة قانونيا، أما المباحة منها فتستعمل بكمية كبيرة، مما يؤثر سلبا على الأرض وعلى المياه الجوفية، بل حتى على جودة وطعم  المنتجات الفلاحية الشيء الذي يضر بصحة وحياة الإنسان.
ولم يخف مصدر طبي من مصلحة الأوبئة خوفه وقلقه من انتشار الخضروات الملوثة بمختلف أسواق مكناس والمناطق المجاورة مؤكدا قوله» في حالة الخضروات التي تطهى جيدا، فإن نسبة الإصابة بالأمراض تقل بالمقارنة مع الخضر التي تستهلك أثناء الوجبات نيئة، أي من دون طهو، كالسلاطة والجزر والطماطم وباقي أنواع الخضر الملوثة، كما أن الأمراض الناجمة عن استهلاك الخضروات التي تسقى من المياه العادمة لا يقتصر تأثيرها فقط على الجهاز الهضمي، بل أيضا على الكلي والدم بحسب درجة التلوث».
 تقول إحدى القاطنات بدوار الرداية المحاصر بين مطرح ضخم للنفايات ومجاري المياه العادمة بالطريق المؤدية لمولاي إدريس زرهون نواحي مكناس «إن عددا كبيرا من الخضر والفواكه فقدت طعمها الأصلي، إذ أصبحنا نشم رائحة الفضلات في النعناع والمقدونيس والطماطم، إذ لا مذاق ولا طعم لها ، كل شيء فقد نكهته الأصلية، كما فقدنا العديد من الحيوانات والبهائم التي تعتبر مصدر رزقنا، التي كانت تتغذى قيد حياتها على الأعشاب المحيطة بنا».
 واجمع المتتبعون للشأن الفلاحي بالمدينة، انه رغم توفر مكناس على محطة للتصفية والمعالجة التابعة للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بالمنطقة،  والتي ما زالت في مرحلتها التجريبية،  فعاليتها مستقبلا حسب الخبراء، ستبقى غير كافية ما دام سلوك هؤلاء الفلاحين ما زال قائما، وما دامت الجهات المسؤولة تغض الطرف وتتعامل باستخفاف مع الموضوع، فهذا سيزيد بدون شك في تفاقم الوضع.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : حميد بن التهامي
المصدر : الصباح
التاريخ : 2012-11-14 23:06:36

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك